صدقوا وعود داعش ليكتشفوا حقيقة الواقع المرير

“لقد اقتنع الجميع بحلم العدالة والمثل العليا وتطبيق الدّين الإسلامي، فالتحقنا بداعش”. تتكرّر هذه العبارة على ألسنة المنشقّين عن داعش الّذين عاشوا وقاتلوا داخل المجموعة لسنوات، من مقاتلين ذوي الرتب المنخفضة إلى القادة وزوجات المقاتلين وحتى المراهقين الصغار.

واقع معاكس لتوقعاتهم
ولكن فور التحاقهم بالتنظيم، تبيّن لهم أنّ واقع داعش معاكسٌ للأوهام الّتي تمّ إقناعهم بها. فداخل التّنظيم، شاهدوا أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات يتم التلاعب بهم لتنفيذ مهام انتحارية في سيارات محملة بالمتفجرات. لقد رأوا المئات من النساء الأسيرات يتمّ توزيعهن على المقاتلين الأجانب ليتم الإساءة إليهنّ واغتصابهنّ كرقيق جنس. لقد شاهدوا الفساد المنتشر والوحشية ضد المواطنين العاديين، بما في ذلك الجلد العلني لمخالفات بسيطة، وقطع الرؤوس في الأماكن العامة بهدف جعل المتفرجين يتعهدون بالولاء للتنظيم. كلّ ذلك دفعهم إلى المخاطرة بحياتهم والفرار من التنظيم.
وتعود أسباب انشقاقهم إلى عوامل عدّة أخرى منها التعرض للعنف الوحشي، والتهديد الذي يتعرضون له هم وعائلاتهم، والافتقار إلى المكاسب المادية بعد سنوات من الخدمة. كما أنّ العديد من المقاتلات السابقات تركن التنظيم بسبب الظروف المعيشية المزرية أو بسبب وفاة أزواجهنّ.

منشقون يشكّلون أداة توعية
إن هؤلاء المنشقين أنفسهم يشكّلون أقوى أداة ضد التنظيم الإرهابي. هؤلاء المقاتلون السابقون، الذين عاشوا داخل “المدينة الفاضلة” لداعش، رأوا التنظيم على حقيقته، وخاطروا بحياتهم تحت تهديد التعذيب والموت وقرّروا الفرار. لذلك تحمل رسائلهم أكبر احتمال لتوعية أولئك الذين قد يفكرون في الانضمام إلى داعش. إذ يمكن استخدام هذه الأصوات المحبطة ونشرها على مواقع الإنترنت التي يسيطر عليها تنظيم داعش.