عدالة مستحقة طال انتظارها ضد داعش

كم طال عذاب ضحايا تنظيم داعش, وكم انتظروا بشوق وألم وصبر وأيمان لتحقيق العدالة المسلوبة واسترجاع الحق المهدور من أجل العيش بكرامة في أرضهم وتأمين سلامة ومستقبل أولادهم. وها هم اليوم, مع العالم أجمعه, يشاهدون الدواعش منهزمين ومستسلمين ومسحوقين. رغم أن الدور الأكبر في تحرير الأرض لعبته القوات الأمنية والعسكرية بمساندة التحالف الدولي, انما الأنتصار لم يتحقق الا بمساهمة ومساندة الأهالي الذين ذاقوا كل الويلات تحت تسلط داعش, ولم يقفوا مكتوفين الأيدي عند محاولة الحثلاء بالهروب.

رغم أرهاقهم وألمهم, لم يترددون للحظة  في مساعدة رجال الأمن على التعرف الى الدواعش المختبئين بين السكان النازحين من آخر جيوب التنظيم, وبقوا على تأهب تام لمناصرة الجيش في القبض على حثالة الدواعش. رغم طول محنتهم, لن يتلكأ الأهالي عند آخر معركة مصيرية, ولن يسمحوا للدواعش المسلحين في الهروب, وسوف يكشفون أقنعتهم ويحبطون كل محاولة للسفلاء بالتخفي والفرار.

صار تنظيم داعش على شفا هزيمة نهائية في آخر منطقة يسيطر عليها حيث قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها توغلت في المعقل الأخير للتنظيم المتشدد قرب الحدود العراقية وذلك في تتويج لجهود مستمرة منذ أربعة أعوام لدحر المتشددين. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، خرج الآلاف من أتباع ومقاتلي داعش ومن المدنيين من مجموعة صغيرة من القرى والأراضي الزراعية الواقعة بمحافظة دير الزور مما تسبب في تعليق الهجوم الأخير.

وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها تريد التأكد من أن جميع المدنيين غادروا جيب الباغوز المحاصر قبل بدء الهجوم النهائي عليه. ورغم الهزيمة الوشيكة للتنظيم في الباغوز، إلا أن تقديرات واسعة النطاق تشير إلى أنه لا يزال يمثل تهديدا أمنيا حيث ما زال له موطئ قدم في أراض نائية كما يمتلك القدرة على شن هجمات على غرار حرب العصابات.