ما من مهربٍ لأيّ إرهابيّ سواء أكان خائنًا أم داعمًا للتنظيم الإرهابيّ

لقد نشرت قناة السومرية نيوز المستقلّة في العاشر من مارس تقريرًا نقلته عن مصدر أمنيّ في كركوك في التّاريخ نفسه. فقد أفاد هذا المصدر أنّ الأجهزة الاستخباراتيّة التابعة لقوات الحشد الشعبي السادس عشر بالتعاون مع خليّة الصقور، نجحت في إلقاء القبض على عنصر من عناصر داعش. وأضاف المصدر أنّ عمليّة القبض هذه جاءت “بعد اعترافاتٍ كان قد أدلى بها عضو في الخليّة، مايزار هادي، كان قد قُتل مؤخّرًا في كركوك.

يُثبتُ هذا الحدث، أي إدلاء هذا العنصر باعترافاتٍ وإفشائه أسرار التّنظيم الداعشيّ أمام الأجهزة الأمنيّة والاستخباراتيّة وغيرها أنّ داعش بات يضمّ في طيّاته خونة وناكري الجميل الّذين هم على استعدادٍ كاملٍ للتخلّي عن الخلايا الإرهابيّة الّتي “حضنتهم” ودربتهم وجعلت منهم مقاتلين “محترفين”. لقد راحت كلّ هذه الجهود الداعشيّة سُدىً، فقد ضربها العناصر عرض الحائط في اللّحظة الّتي قرّروا فيها التّخلي عن التنظيم الإرهابيّ داعش والخروج من خلاياه خفيَةً من دون أيّ تبريرٍ أو تعليلٍ.

لقد ظنّ هؤلاء المنشقّين عن التّنظيم أنّهم سيفلتون بفعلتهم وأنّهم سيصبحون من الماضي وأنّ السّلطات الأمنيّة والعسكريّة ستنسى وجودهم وستغفل عن أفعالهم. ولكنّ ظنّهم هذا كان خاطئًا، فما من شئٍ يغفل عن الدولة وأجهزتها، ولا سيّما عندما يتعلّق الأمر بالداعشيين وبالإرهاب الداعشيّ المتشدّد والإجراميّ. فللدولة أساليب لا تعدّ ولا تحصى في مجال مكافحة الإرهاب وإلقاء القبض على كلّ إرهابيّ يحاول المساس بأمن البلاد وسلامة المواطنين. فالهدف الأول والأساس أصبح يتمثّل بإلغاء داعش وكلّ خليّة من خلاياه النائمة والمنتشرة في ربوع البلاد الّتي ينتظر عناصرها الوقت المناسب لينقضّوا على البلاد سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا وثقافيًّا بغية فرض سيطرتهم وبناء دولتهم الخاصّة القائمة على الفكر المتشدّد والمتطرّف الّذي يتذرّع بالدّين وبتعاليمه.

أصبحت أفعال الإرهابيين ومحاولاتهم المتكرّرة والمبتذلة واضحة وضوح الشّمس أمام أعين الدّولة، فما من مهربٍ لأيّ إرهابيّ سواء أكان خائنًا أم داعمًا للتنظيم الإرهابيّ داعش وقادته. إنّ القوّة الّتي يصطنعها التنظيم باتت قوّةً هشّةً لا تأثير لها أمام العمليّات الّتي تنظّمها الدّولة لمواجهة الإرهاب الداعشيّ والقضاء على فلول التّنظيم في كلّ ركنٍ من أركان البلاد.